📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
عرب-وعالم

لما يرفض اليمين الإسرائيلي اتفاق تبادل الأسرى؟

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

“هذه أسوأ صفقة في تاريخ إسرائيل”… هكذا عبر “ميخائيل كوبي”- المسؤول السابق في جهاز “الشاباك”- عن أعمق درجات الاستياء من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي وقعت عليه حكومته، وهو الاتجاه الذي ظهر بقوة لدى قادة الرأي الإسرائيليين منذ الإعلان، على الرغم مما أظهره استطلاع رأي للمستوطنين أجرته قناة I24 العبرية: أن 63% من المستوطنين يؤيدون الاتفاق فيما يعارضه 22% منهم.

وقد تنوع حراك المستوطنين ضد الصفقة، فعلق بعضهم لافتات على أحد الجسور في القدس المحتلة، كتب عليها “هذا ليس انتصار”، وصفَّ آخرون توابيت في أحد شوارع القدس للتعبير عن الاحتجاج، وكان بعضهم أكثر عملية فتظاهروا أمام منزل “بتسلئيل سموتيريتش”- وزير المالية، مطالبين إياه بالتحرك لعرقلة الصفقة، وإن اضطر للاستقالة من الحكومة.

وتحدث عضو الكنيست “تسفي سوكوت” عن معارضته الشديدة للصفقة، وألمح لتصريحات سابقة “لنتنياهو” حول نيته تغيير وجه الشرق الأوسط، فقال: “نحن هنا لتغيير الحمض النووي DNA- إسرائيل”، قبل أن يعلن معارضته للصفقة من صميم قلبه.

وفي هذا الصدد أشار الدكتور “ربحي حلوم”- العضو السابق بالمجلس الثوري لحركة فتح وأحد مؤسسيها، في تصريحات خاصة “لليوم”- “لنتنياهو” بأصابع الاتهام عن التخبط الذي أثار الكثير من اللغط لدى شعبه، فقال: “في الثامن من أكتوبر 2023، قال نتنياهو بملء فمه: أنه سيقضي على حماس وأنه لن يكون هناك شيء اسمه مقاومة أو حماس في غزة، ثم عاد يقول عقب ما يربو على 460 يومًا من الحرب: أنه في انتظار موافقة حماس على وقف إطلاق النار، معنى أنه ينتظر أي يرجو من حماس أن ترسل ردها على المقترح، فانتقاله من التهديد إلى الرجاء والطلب، بل وربما استعطاف حماس لتلبية مطلبه يعبر عن ازدواجية المعايير أو الشيزوفرينيا التي تسيطر عليه، وتتضح في تخبطه الأعمى فيما جرى ويجري وسيجري”.

وعلى نفس المنوال سار الدكتور “محمد محسن أبو النور”- رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات- في تصريحات خاصة “لليوم”، حيث رأي “نتنياهو” هو صانع ذلك الحراك المعارض، بسبب تشكيل الكابينت الذي اختاره، فقال: ” الكابينت المشكل الآن، يتكون من أقصى أطياف اليمين الديني المتطرف في إسرائيل، وهذا اليمين ليس كتلة واحدة إنما هو ائتلافات وأطياف معينة، وكلنا يرى أن أقوى أطراف معارضة الصفقة داخل الحكومة هما: وزير الأمن القومي “إيتمار بن جفير”، ووزير المالية “بتسلئيل سموتريتش”؛ وكل واحد منهم من فصيل يمين ديني متطرف له اتجاهات ومشارب خلاف الآخر، وعلى سبيل المثال: هناك اختلافات أيديولوجية كبيرة بين التيار الذي ينتمي له “سموتريتش” فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، حيث يحرم ذلك إلا بعد إتمام الدولة بالقدس الشرقية، بينما يقتحم “بن جفير” المسجد أسبوعيا تقريبًا”.

وتابع: “وما يدفعهم لرفض هذا الاتفاق والمطالبة بإلغاءه هي أسباب سياسية وإستراتيجية وليست دينية، يأتي في مقدمتها عدم تحقيق الاحتلال معظم أهداف الحرب الأربعة التي أعلنها قبل اجتياح غزة، ومنها تحييد حماس سياسيا والقضاء على قوتها العسكرية، وهدم الأنفاق أو ما يسمى داخل الاحتلال (مترو غزة) أي مدينة غزة تحت الأرض،  واستعادة الأسرى، وما تحقق من أهدافها سوى هدفا واحدا ثانويا ليس من الأهداف الأساسية وهو اغتيال قادة حماس (صالح العاروري، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار)، وذلك على الرغم من ما يتخطى 45 ألف شهيد في غزة والدمار الشامل والخراب فيها”.

وأضاف: “من هنا أضحى الاحتلال أمام انتكاسة سياسية وعسكرية، وعليه يرفض هؤلاء وقف الحرب ما لم يحققوا على الأقل 50% من أهدافها، والسبب الثاني للخلاف حول تلك الصفقة، أن نتنياهو واجه ضغوط أمريكية ودولية كبيرة للتوقيع على الاتفاق”.

ولما كان ذلك الحراك مناقضًا لما اعتادت عليه دولة الاحتلال لأكثر من 15 شهرًا، حيث استمرت التظاهرات في الأراضي المحتلة تطالب الحكومة بالتوقيع على الصفقة، طرح ذلك تساؤلات حول ما يقف وراء تيار رفض الاتفاق؟ وما موقف الحكومة منه؟

استسلام الاحتلال

“نُدرك من الطرف الذي خضع واستسلم في هذه الحرب، حينما حينما نشاهد الاحتفالات في غزة والضفة الغربية”… كان ذلك رأي “بن جفير” في الاتفاق، وقت إعلان استقالته من الحكومة احتجاجا عليه، إذ كان زعيم التيار الذي رأى فيه استسلاما صريحًا لحماس.

وفكرة الاستسلام لحماس كانت هي الأساس الذي تحرك بعده كل رفض للاتفاق، فمع تردد أخبار التقدم في مفاوضات الصفقة، انطلقت التظاهرات في تل أبيب، ترفع لافتات “لا تستسلم لحماس”، وذلك ما أقره “موشيه فيجلن”- عضو “الكنيست” السابق- في وصفه للصفقة بأنها “اتفاق استسلام مخز لإسرائيل”.

ومع إتمام إعلان الاتفاق نشرت منظمة “توراة لحيماه” العبرية، عبر منصتها على موقع التواصل الاجتماعي (إكس)، صورة لراية بيضاء، مصحوبة برسالة نصها: “يا مواطني إسرائيل، إليكم علمكم الجديد، بتوقيع حكومتكم”، للتعبير عن استسلام الحكومة للشروط التي فرضتها حماس في الاتفاق.

ورأى الكاتب الإسرائيلي “يوسي ميلمان”- المختص في الشئون الأمنية: أن الاستسلام أضحى نهجًا لدى دولته، حيث تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين، في تلميح لصفقات التبادل السابقة، وهو ما يضع علامات استفهام على المماطلة في الاتفاق، حين لا تكون ذات جدوى.

بيد أن “حلوم” رد على “ميلمان” مفسرًا المماطلة التي مارسها “نتنياهو”، فقال: “نتنياهو رجل يقود كيانا مصطنع يسمى إسرائيل، وبالتالي أضحى نهجه الدائم أن يناور ويناور ويخادع لأنه لا يرغب في الالتزام بكلمة قالها، فكل كلمة يقولها ورائها كذبه أو خدعة، للتحايل والتخلص مما يواجهه من مواقف محلية ودولية، معارضة لتحركاته وسلوكياته وأطماعه التوسعية والاحتلالية لكل ما يمكنه الوصول إليه في وطننا العربي”.

ولما كان ملخص الآراء الرافضة للصفقة، ما قاله “هيلل بيتون روزين “- المراسل العسكري الإسرائيلي- نقلاً عن أحد ضباط القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال: “كل ما فعلناه في الحرب سيذهب سدى”، عزى “حلوم” تلك الآراء المعبرة عن هياج قطاع في الرأي العام الإسرائيلي، لمنهج الكذب في حديث “نتنياهو”، فقال: “بينما أعلن نتنياهو سابقًا أنه لا وقف لإطلاق النار على الإطلاق، تراجع اليوم بأنه سيرى ما يجب اتخاذه من قرارات استجابة لاتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي يكذب على شعبه ونفسه عملا بالمثل القائل: إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الجميع، وهذا شعار ذلك الرجل الذي يعرفه عنه كل السياسيين الذين تعاملوا معه وكانوا على اتصال به”.

ولم يختلف معه “أبو النور” كثيرا فقال في فكرة الاستسلام لحماس: “الاستسلام لحماس شعار رفعه بن جفير- ثاني أكثر شخص متطرف على الإطلاق بالحكومة بعد سموتريتش الذي يعد العنصر الأشرس في التطرف والعدوانية- وصرح به لكل وسائل الإعلام العبرية، وقد اعتبرها استسلام للأسباب سالفة الذكر، من أن الحرب لم تحقق أي من أهدافها على المستويين السياسي والعسكري”.

واستطرد: “فلطالما تغنى الاحتلال بقدرته على بسط نفوذه على محور فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين، وحتى تنفيذ الاتفاق على الرغم من وجودها العسكري فيه لم تتمكن من تحييد قوة حماس، فمازالت قوة حماس موجودة وبقيت تنفذ عملياتها ضد قوات الاحتلال حتى اللحظة الأخيرة بعد التوقيع على الاتفاق، ومن هنا أضحت حماس في الاتفاق ليس لديها ما تخسره على العكس من إسرائيل التي لديها كل ما تخسره على عدة مستويات،  منها: الاقتصاد الذي استنزف تماما، والروح المعنوية التي وصلت الحضيض لجنود وضباط الجيش، والضغط الداخلي من أهالي الأسرى وأحزاب اليسار والوسط، حتى نرى المظاهرات شبه اليومية تخرج في شوارع تل أبيب ترفض بقاء حكومة حزب الليكود بقيادة نتنياهو”.

وقد رأى “عبد الرحمن العبادلة”- الصحفي الفلسطيني من قطاع غزة- في تصريح خاص “لليوم” أن هزيمة الاحتلال أمام المقاومة حقيقية، حيث قال: ” في رأيي أن المقاومة في غزة انتصرت على المجرم نتنياهو وحكومة الإحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وكل من ساند الاحتلال الإسرائيلي بهذه الحرب، التي لم يمر لها مثيل بالتاريخ، حيث تمكنت المقاومة من إفشال خطة الجنرالات، التي كان يدعو لها جيش الإحتلال الإسرائيلي في وجود الإحتلال الإسرائيلي على محوري فلادلفيا ونتساريم، وظلت تفاوض الاحتلال تحت النار حتى أخر ساعة، لتجبره في النهاية على إطلاق سراح أسرانا، والانسحاب من كامل قطاع غزة”.

حماس أسطورة الأجيال

“نحن نستسلم أمام حماس”.. هكذا وصفت إحدى الصحفيات الإسرائيليات بالقناة 14 العبرية الاتفاق، حيث وجهت عيون قادة الرأي لدى الاحتلال صوب حركة المقاومة الأكبر، التي قادت المعركة مثلما قادت المفاوضات، لتمثل الأخيرة أحد أهم محطات نجاحاتها، التي رآها “ألون مزراحي”- الكاتب والمحلل الإسرائيلي: جعلت من حماس “أسطورة ثقافية لأجيال قادمة”.

وكان منبع تلك الرؤية لدى الجبهة المعارضة للصفقة، ظهور حماس وفصائل المقاومة في موقف قوى، تفاوض فيه من أجل إحراز أعلى قدر من الإنجازات، ولا ترى إلا شروطها التي تحاول فرضها، هو لعنة ذلك الاتفاق.

وقد علق “حلوم”على القوة التي ظهرت بها حماس في المفاوضات فقال: “لدى حماس مقاومون ومفكرون يعرفون كيف يخطون الخطوة المقبلة، وأين يضعون أقدامهم، وما الذي يجب أن يخرج من ألسنتهم ولا يتحدثون بعبثية أو عشوائية، وبالتالي يدركون ما الذي يجري وسيجري، ويخططون لمواجهة كل الاحتمالات، ومن هنا فقد دققت كل حرف في نص أي اتفاق تم وضعه”.

ومع إعادة التذكير بتصريحات رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو” منذ بداية الحرب وحتى الشهر قبل الأخير فيها، التي لم تخرج جميعها عن إصراره على “استئصال شأفة حماس من على وجه البسيطة”، حتى أنه وضع موعدًا يرى فيه العالم غزة بدون حماس بعد أن يقضى عليها، وكان الموعد حلول عام 2025، حيث كان “القضاء على حماس” أحد أهم أهداف حربه على غزة.

لتجري الأحداث فتنفي تحقيق هذا “الهدف المركزي”، لاسيما مع الظهور القوي لعناصر الحركة بكامل عتادهم وزيهم العسكري، في شوارع غزة اليوم، ووسط مدينة غزة لحظة تسليم أول 3 أسيرات للاحتلال ضمن اتفاق تبادل الأسرى، وهو ما توقعه رموز الاحتلال قبل يوم واحد من تنفيذ الاتفاق، حيث قال “تامير هايمن”- الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”- أمس: لا تزال حماس تملك السيادة على غزة، وهو ما يتعارض مع أهداف الحرب.

كما نفى “عوديد عيليم”- مسؤول شعبة العمليات الاسبق في الموساد- فور إعلان الاتفاق القضاء على القدرات العسكرية للحركة، مؤكدا على استمرار حصولها على تأييد الأغلبية بالمجتمع الغزي، ومن نفس الموطن خرج حديث “يوآف زيتون”- المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت”، الذي أكد عدم إمكانية تجريد حماس من سلاحها، بسبب امتلاكها “الأنفاق التي ستستخدم لتصنيع الأسلحة وتجنيد وتدريب العناصر”.

ومازاد رؤيتهم ظلامًا، فقدانهم الأمل في استعادة أسراهم من غزة إلا بذلك الاتفاق، فكان في رؤيتهم الثمن الباهظ الذي ليهم دفعه، أو العسل المرة الذي لا مفر من تجرعه، ومثل مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تلك الرؤية، حين قال: “إن هذا الاتفاق من شأنه إعادة حماس للقوة التي كانت عليها في 6 أكتوبر، بيد أن ذلك هو الثمن الباهظ الذي ندفعه، بعد أن أغلق أي سبيل آخر لتحرير الأسرى”.

وجاء ارتباط إدارة غزة بحماس أحد أهم الرؤي التي تم معارضة الاتفاق لأجلها، حسب روية الكثير من الخبراء لدى الاحتلال، حيث عبر “تسفي يحزكيلي”- محلل الشؤون العربية في قناة “i24NEWS” عن تلك الروية، قائلًا: “إن موطن الصعوبة في الاتفاق، هو مضي حماس قدمًا في إدارة غزة، ما يعني فشل أهداف الحرب، وليست المشكلة في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين”.

وجنح “ميخائيل يعقوبي”- المسوؤل السابق في جهاز الشاباك- إلى رؤية أكثر تفصيلًا من غيره، فتحدث عن وجود “محمد السنوار”- شقيق الزعيم السابق لحركة حماس الشهيد “يحيى السنوار”- في غزة، معتبرًا إياه “الشخصية المحورية صاحبة القرار، حتى في إعداد قوائم الأسرى الذين سيفرج عنهم”.

وعلق “أبو النور” على ذلك، قائلًا: “حماس لم تعد بالقوة التي كانت عليها على الأقل سياسيا قبل 7 أكتوبر 2023 لا جدال في ذلك، لكن ذلك لا يمنع أنها تشعر الآن بالانتصار، كون إسرائيل لم تحقق هدفها الأساسي المتعلق بتفكيك قوة حماس، كذلك نجد أن الشخص الذي يقود الجناح العسكري لحماس هو محمد السنوار شقيق الرئيس السابق للحركة يحيى السنوار، وهو أحد أكثر الأشخاص تشددا تجاه إسرائيل وبالتالي لم تحقق الأخيرة أي من أهدافها”.

وتابع: “وذلك لا يجعلنا نوصف حماس بأسطورة الأجيال، لأنه توصيف صعب، لكن على الرغم من كل الصعوبات والمشكلات والدمار الذي حل بغزة، ووفقا للحسابات السياسية والعسكرية خرجت الحركة بكثير من الشهداء في صفوفها، دون أن نجد معلومات حقيقية لا من جانب حماس ولا من جانب الاحتلال ولا غيرها، حول ما إذا كانت قوة حماس تفككت فعليا أم بقيت على حالها، لأنه لا يوجد تقرير محايد يمكن أن نبني عليه تقريرا ذا شأن في ذلك”.

الانسحاب من فلادلفيا

هدد وزير الشتات بحكومة الاحتلال “عميحاي شيكلي” بالاستقالة من الحكومة، في تصريح له على القناة 12 العبرية، حال عدم عودتهم للقتال أو انسحب الاحتلال من محور فلادلفيا، قبل تحقيق الحرب أهدافها، حسب أحد بنود الاتفاق، فكانت السيطرة على المحور ومعه معبر رفح سببًا جديدًا لمعارضة الاتفاق.

ومن منطلق “أمن إسرائيل”، عارضت “عميت هاليفي”- نائبة بالكنيست عن حزب الليكود- الاتفاق حيث رأت الانسحاب من معبر رفح هو انسحاب من كامل المحور، ما “يعني التخلي عن أمن إسرائيل”، حيث يجعله رهنا بين القوات الأجنبية ووسائل التكنولوجيا، مثلما جرى في السابع من أكتوبر- حسب وصفها.

إصرار على الصفقة

وفي واحدة من أشد الحراكات تشددًا أعلن “بن جفير” أمس استقالته من الحكومة، وأنها استقالة مرهونة بالعودة للحرب، حيث سيطلب العودة متى عاد جيشهم للقتال في غزة، حيث كان احتجاجه اعتراضا على تصديق الحكومة على الاتفاق، فيما صوت “سموتيريتش” ضدها، لكنه أعلن بقاءه في الحكومة، وأن سبب البقاء هو تلقيه وعدًا من “نتنياهو” بالعودة للقتال بانتهاء المرحلة الأولى، ما أثار غضب الرئيس المنتخب “دونالد ترامب”.

وعلى الرغم من قوة التيار المعارض للصفقة، استسلم “نتنياهو” للضغوط ووقع على الاتفاق، ولم ينصع لا لوزير المالية ولا لوزير الأمن القومي، ما فسره “أبو النور” قائلًا: “الحكومة تصر على الصفقة لأنها تعاني اقتصاديا، ولديها ضغوط دولية كبيرة من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وعلى سبيل المثال: في فرنسا تهاجم الصحف الفرنسية نتنياهو بضراوة، حتى لقد مُنِعَ جيش الاحتلال وشركات صنع الأسلحة الإسرائيلية من عرض منتجاتها في معارض الأسلحة في باريس، كما أوقفت بريطانيا بعض شحنات الأسلحة إليها، ذلك أن الضغط الداخلي في كلتا الدولتين على حكوماتهما هائل من أحزاب المعارضة أو اليسار، وقد أجبر هذا الضغط حكوماتهما على الضغط على نتنياهو”.

واستطرد: “كذلك جاء التوقيع على الاتفاق لرغبة نتنياهو في تقديم بادرة لترامب، ليتسنى له تسلم السلطة دون حروب بالشرق الأوسط، ومن هنا يكون ترامب أكثر ارتياحا في أسابيع ولايته الأولى من ناحية الصراع في الشرق الأوسط بين فلسطين وإسرائيل، ليتفرغ لتسويات الملفات الأخرى مع روسيا وأوكرانيا وتايوان والصين ومع إيران، كما أن الضغوط الداخلية والاقتصادية عليه جعلت نتنياهو مضطرا لمثل هذا الاتفاق”.

وفي لحظة تصديق حكومة الاحتلال على الاتفاق، نشرت قناة الجزيرة الإخبارية أن وزراء الاحتلال كانوا يبكون وينتحبون أثناء توقيع الحكومة على الصفقة، وذلك بعد أن أيدت جبهات المعارضة في الكنيست المضي قدمًا في الاتفاق، وتعهدت بتوفير شبكة أمان للحكومة لإعادة الأسرى عبر الصفقة، وذلك بقيادة “يائير لابيد”- زعيم المعارضة- و”أفيجدور ليبرمان، بيني جانتس وجادي أيزنكوت”.

وعلق “حلوم” على تلك الصدمة اليهودية، فقال: “أن لكل يهود دولة الاحتلال أن يستيقظوا من نومهم على كذب هذا الذي يقودهم إلى مصير مجهول، وشغله الشاغل يقتصر على تمديد فترة بقائه في سدة الحكم، ويستخدم في ذلك كل الوسائل، حتى على حساب أرواح مواطنيه، فقد عرف عنه الخداع والكذب على كافة المستويات، وحتى لقد عرف بالاحتيال بعد أن أضحى مطلوبًا أمام قضاء دولته بتهمة تلقي الرشاوى والاحتيال”.

وعلى الرغم من أن أحدا منهم لم يستمع لذلك الرأي، ظهرت مؤشرات طفيفة تشي بما كان “نتنياهو” يخشاه طيلة الشهور الماضية…! مستقبله السياسي، الذي هدده “فيجلين” مباشرة، حين أعلن ترشحه لانتخابات الكنيست القادمة عن حزب الليكود، قائلًا: “حان الوقت لاستبدال نتنياهو”، فهل تكون نهاية الطوفان جرف حكومة الاحتلال ورئيسها؟

العودة إلى الحرب: كانت سببا مهما في رفض الاتفاق… تناقش “اليوم” تفاصيله في الحلقة القادمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights